الثلاثاء، 28 فبراير 2017

تفسير القرآن بغير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين

📕 قال أبو عُبيد القاسم بن سلاّم [ ت : 224 هـ ] رحمه الله في فضائل القرآن :
(( حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ (( يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ )) [السجدة: 5] ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمَا (( يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ )) [المعارج: 4] ؟ قَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا سَأَلْتُكَ لَتُحَدِّثَنِّي. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «هُمَا يَوْمَانِ ذَكَرَهُمَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِمَا» . فَكَرِهَ أَنْ يَقُولَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَا يَعْلَمُ )) (1) .
📕 وقال ابن عطية الأندلسي المحاربي [ ت : 542هـ ] رحمه الله في تفسيره :
(( روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسّر من كتاب الله إلّا آيا بعدد علّمه إياهنّ جبريل )) . قال القاضي أبو محمد عبد الحق [ وهو : ابن عطية ] رضي الله عنه : ومعنى هذا الحديث: في مغيبات القرآن، وتفسير مجمله، ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى، ومن جملة مغيباته ما لم يعلم الله به كوقت قيام الساعة ونحوه )) (2) .
📕 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية [ ت : 728 هــ ] رحمه الله في مقدمة أصول التفسير :
(( إن الكتب المصنفة في التفسير مشحونة بالغَثِّ والسمين، والباطل الواضح والحق المبين . والعلم أما نقل مصدق عن معصوم، وأما قول عليه دليل معلوم، وما سوى هذا فإما مزيف مردود، وأما موقوف لا يعلم أنه بهرج ولا منقود )) (3) .
📕 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً في مجموع الفتاوى :
(( وَقَعَ فِي كَلَامِ كَثِيرٍ مِنْ مُتَأَخِّرِي أَهْلِ الْكَلَامِ وَالنَّظَرِ مِنْ ذَلِكَ مَا لَا يُوجَدُ عَنْ أَئِمَّتِهِمْ وَمُتَقَدِّمِيهِمْ . وَهَؤُلَاءِ الْمُتَأَخِّرُونَ مَعَ ضَلَالِهِمْ وَجَهْلِهِمْ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ أَعْلَمُ وَأَعْرَفُ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَمُتَقَدِّمِيهَا حَتَّى آلَ الْأَمْرُ بِهِمْ إلَى أَنْ جَعَلُوا الْوُجُودَ وَاحِدًا كَمَا فَعَلَ ابْنُ عَرَبِيٍّ صَاحِبُ الْفُصُوصِ وَأَمْثَالُهُ فَإِنَّهُمْ دَخَلُوا مِنْ هَذَا الْبَابِ حَتَّى خَرَجُوا مِنْ كُلِّ عَقْلٍ وَدِينٍ )) (4) .
📕 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً في مجموع الفتاوى :
مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ أَوْ الْحَدِيثَ وَتَأَوَّلَهُ عَلَى غَيْرِ التَّفْسِيرِ الْمَعْرُوفِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فَهُوَ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ مُلْحِدٌ فِي آيَاتِ اللَّهِ مُحَرِّفٌ لِلْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَهَذَا فَتْحٌ لِبَابِ الزَّنْدَقَةِ وَالْإِلْحَادِ وَهُوَ مَعْلُومُ الْبُطْلَانِ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ )) (5) .
📕 وقال بدر الدين الزركشي [ ت : 794هـ ] رحمه الله في البرهان :
((وَلَا يَجُوزُ تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ بِمُجَرَّدِ الرَّأْيِ وَالِاجْتِهَادِ مِنْ غَيْرِ أَصْلٍ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: (( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )) وَقَوْلِهِ: (( وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ )) وقوله: (( لتبين للناس ما نزل إليهم )) فَأَضَافَ الْبَيَانَ إِلَيْهِمْ وَعَلَيْهِ حَمَلُوا قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ )) رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طُرُقٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ فَقَدْ أَخْطَأَ" أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَقَالَ: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُنْدُبٍ )) (6) .
📕 من فتاوى اللجنة الدائمة :
س : ما حكم الشرع في التفاسير التي تسمى بـ (التفاسير العلمية) ؟ وما مدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الأمور العلمية التجريبية؟ فقد كثر الجدل حول هذه المسائل.
ج : إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى: (( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ )) بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءا منها، ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حارا، وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس. إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها.
وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى: (( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ )) على دوران الأرض، وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه، وتخضع القرآن الكريم لما يسمونه نظريات علمية، وإنما هي ظنيات أو وهميات وخيالات.
وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها أصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة؛ لما فيها من القول على الله بغير علم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز (7) .
جمع وترتيب / ضاحي الغندور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فضائل القرآن للقاسم بن سلام ( ص : 376 ) ط / دار ابن كثير (دمشق - بيروت)
(2) تفسير ابن عطية ( 1 / 41 ) ط / دار الكتب العلمية - بيروت
(3) مقدمة في أصول التفسير ( ص : 7 ) ط / دار مكتبة الحياة، بيروت
(4) مجموع الفتاوى ( 13 / 238 ) ط / مجمع الملك فهد
(5) مجموع الفتاوى ( 13 / 243 ) ط / مجمع الملك فهد
(6) البرهان في علوم القرآن ( 2 / 162 ) ط / دار إحياء الكتب العربية

(7) فتاوى اللجنة الدائمة ( 4 / 181 )

الاثنين، 27 فبراير 2017

ثناء الأكابر على الصحيحين

📕 قال الحافظِ أبو نَصْر الوايليِّ السِّجْزِيِّ رحمه الله : (( أجمعَ أهلُ العِلْمِ الفقهاءُ وغيرُهُم أنَّ رَجُلاً لَو حَلَفَ بالطَّلاَقِ أنَّ جميعَ ما في كتابِ البخاريِّ ممَّا رُويَ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قدْ صحَّ عنهُ، ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَهُ لا شَكَّ فيهِ أنَّهُ لا يَحْنَثُ ، والمرأةُ بحالِها في حِبَالتِهِ )) (1) .
📕 وَكذا قَالَ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ الجويني رحمه الله : (( لَوْ حَلَفَ إِنْسَانٌ بِطَلَاقِ امْرَأَتِهِ : أَنَّ مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ مِمَّا حَكَمَا بِصِحَّتِهِ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَا أَلْزَمْتُهُ الطَّلَاقَ، لِإِجْمَاعِ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى صِحَّتِهِ )) (2) .
📕 وقال الحافظ النووي رحمه الله : (( اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الامة بالقبول وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرة وغامضة وقد صح أن مسلما كان ممن يستفيد من البخاري ويعترف بأنه ليس له نظير في علم الحديث )) (3) .
📕 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( وَمِنْ الصَّحِيحِ مَا تَلَقَّاهُ بِالْقَبُولِ وَالتَّصْدِيقِ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ كَجُمْهُورِ أَحَادِيثِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ؛ فَإِنَّ جَمِيعَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ يَجْزِمُونَ بِصِحَّةِ جُمْهُورِ أَحَادِيثِ الْكِتَابَيْنِ وَسَائِرِ النَّاسِ تَبَعٌ لَهُمْ فِي مَعْرِفَةِ الْحَدِيثِ فَإِجْمَاعُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ عَلَى أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ صِدْقٌ كَإِجْمَاعِ الْفُقَهَاءِ عَلَى أَنَّ هَذَا الْفِعْلَ حَلَالٌ أَوْ حَرَامٌ أَوْ وَاجِبٌ وَإِذَا أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى شَيْءٍ فَسَائِرُ الْأُمَّةِ تَبَعٌ لَهُمْ؛ فَإِجْمَاعُهُمْ مَعْصُومٌ لَا يَجُوزُ أَنْ يُجْمِعُوا عَلَى خَطَأٍ )) (4) .
📕 وقال الحافظ الذهبي رحمه الله في الإمام البخاري رحمه الله : (( وأمّا جامعه الصّحيح فأجلّ كُتب الْإِسلَام وأفضلها بعد كتاب اللَّه تعالي )) (5) .
📕 وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في ترجمته للإمام البخاري رحمه الله : (( وكتابه الصحيح يستقى بقراءته الغمام، وأجمع العلماء على قبوله وصحة ما فيه، وكذلك سائر أَهْلُ الْإِسْلَامِ )) (6) .
جمع وترتيب / ضاحي الغندور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مقدمة ابن الصلاح ( ص : 94 ) ط / دار الكتب العلمية ( ص : 26 ) ط / دار الفكر
(2) تدريب الراوي للسيوطي ( 1 / 142 ) ط / دار طيبة
(3) شرح صحيح مسلم ( 1 / 14 ) ط / دار إحياء التراث العربي – بيروت
(4) مجموع الفتاوى ( 18 / 17 ) ط / مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
 (5) تاريخ الإسلام ( 19 / 242 ) ط / دار الكتاب العربي ، ( 19 / 136 ) ط / المكتبة التوفيقية ، ( 6 / 140 ) ط / دار الغرب الإسلامي

(6) البداية والنهاية ( 11 / 30 ) ط / دار إحياء التراث العربي ، ( 11 / 24 ) ط / دار الفكر ، ( 14 / 527 ) ط / دار هجر

فضل العلم الشرعي وغفلة شباب المسلمين عنه . ضاحي الغندور


خطبة فى الكرم للطالب / ضاحى الغندور


جواز الفرح بما يُصيب أعداء الدين والسنة من مصائب

 📕  لما أُصيب ابن أبي دؤاد صاحب فتنة خلق القرآن بالفالج [ وهو الشلل النصفي ] فرح أهل السنَّة بذلك حتى قال محمّد بن إسماعيل الصائغ :
(( فرحت بمصرعك البرية كلها * من كَانَ منها موقناً بمعاد
لم يبق منك سوى خيال لامع * فوق الفراش ممهّدا بوساد )) (1) .
📕 وقِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ [ أحمد ابن حنبل ] : الرَّجُلُ يَفْرَحُ بِمَا يَنْزِلُ بِأَصْحَابِ ابْنِ أَبِي دُؤَادَ، عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ إِثْمٌ ؟، قَالَ: (( وَمَنْ لَا يَفْرَحُ بِهَذَا ؟ )) (2) .
📕 وقال الخطيب البغدادي رحمه الله في ترجمة ابن النقيب رحمه الله : (( كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وكان شديدا في السنة، وبلغني أنه جلس للتهنئة لما مات ابن المعلم شيخ الرافضة، وقال: ما أبالي أي وقت مت بعد أن شاهدت موت ابن المعلم )) (3) .
📕  وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( وَقَاتَلَهُمْ [ أي : الخوارج ] أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَذَكَرَ فِيهِمْ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَضَمِّنَةَ لِقِتَالِهِمْ وَفَرِحَ بِقَتْلِهِمْ وَسَجَدَ لِلَّهِ شُكْرًا لَمَّا رَأَى أَبَاهُمْ مَقْتُولًا وَهُوَ ذُو الثدية )) (4) .
📕  وقال المناوي رحمه الله بعد أن ذكر حديث (( لا تظهر الشماتة لأخيك )) : ((  كذا هو باللام في خط المصنف وفي رواية بأخيك بباء موحدة في الدين وهي الفرح ببلية من تعاديه أو يعاديك ( فيرحمه الله ) رغما لأنفك وفي رواية فيعافيه الله ( ويبتليك ) حيث زكيت نفسك ورفعت منزلتك وشمخت بأنفك وشمت به . قال الطيبي : ويرحمه الله نصب جواباً للنهي ويبتليك عطف عليه وهذا معدود من جوامع الكلم
< تنبيه > أخذ قوم من هذا الخبر أن في الشماتة بالعدو غاية الضرر فالحذر الحذر نعم أفتى ابن عبد السلام بأنه لا ملام في الفرح بموت العدو من حيث انقطاع شره عنه وكفاية ضرره )) (5) .
جمع وترتيب / ضاحي الغندور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ بغداد للخطيب ( 4 / 376 ) ط / دار الكتب العلمية - بيروت
(2) السنة للخلال ( رقم : 1769 ) ( 5 / 121 ) ط / دار الراية - الرياض
(3) تاريخ بغداد للخطيب ( 10 / 381 ) ط / دار الكتب العلمية - بيروت
(4) مجموع الفتاوى ( 20 / 395 ) مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

(5) فيض القدير ( رقم : 9827 ) ط / المكتبة التجارية الكبرى - مصر

تيسير مصطلح الحديث للمبتدئين ( 6 ) مراجعة فيما مضى


تيسير مصطلح الحديث للمبتدئين ( 5 )


جمهرة من أقوال شيخي الشيخ أبو علي الشامي [ 1 ]