الخميس، 3 أغسطس 2017

صاحب البدعة على وجهه ظلمة

📕 قال الألباني رحمه الله :
(( أصبح معروفاً عند العلماء كافة لا نحاشي ولا نستثني فقهاء ومفسرين كلهم قالوا: مما دل عليه حديث الرسول عليه الصلاة والسلام القائل: « نَضّر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب مبلغ أوعى له من سامع » (1) .
يقول العلماء كافة : ولذلك نرى النضرة في أهل الحديث لأنهم يشتغلون بكلام الرسول عليه الصلاة والسلام ليلاً نهاراً فصدق فيهم قول ذلك
الشاعر العالم :
أهل الحديث هم أهل النبي * وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا )) (2) .
👇 معنى ( نَضَّرَ اللَّهُ ) :
📕 قال العظيم آبادي رحمه الله :
(( « نَضَّرَ اللَّهُ » قَالَ الْخَطَّابِيُّ مَعْنَاهُ الدُّعَاءُ لَهُ بِالنَّضَارَةِ وَهِيَ النِّعْمَةُ وَالْبَهْجَةُ يُقَالُ نَضَرَهُ اللَّهُ وَنَضَّرَهُ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيلِ وَأَجْوَدُهُمَا التَّخْفِيفُ . انْتَهَى
وَقَالَ فِي النِّهَايَةِ نَضَّرَهُ وَنَضَرَهُ وَأَنْضَرَهُ أَيْ نَعَّمَهُ وَيُرْوَى بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ مِنَ النَّضَارَةِ وَهِيَ فِي الْأَصْلِ حُسْنُ الْوَجْهِ وَالْبَرِيقُ وَإِنَّمَا أَرَادَ حُسْنَ خُلُقِهِ وَقَدْرَهُ . انْتَهَى
قَالَ السُّيُوطِيُّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَابِرٍ أَيْ أَلْبَسَهُ نَضْرَةً وَحُسْنًا وَخُلُوصَ لَوْنٍ وَزِينَةً وَجَمَالًا أَوْ أَوْصَلَهُ اللَّهُ لِنَضْرَةِ الْجَنَّةِ نَعِيمًا وَنَضَارَةً
قَالَ تَعَالَى { وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً } { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ }
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ مَا مِنْ أَحَدٍ يَطْلُبُ حَدِيثًا إِلَّا وَفِي وَجْهِهِ نَضْرَةٌ رَوَاهُ الْخَطِيبُ )) (3) .
📕 قلت ( ابن الغندور ) : ونقيض ذلك أو ما يسمى بمفهوم المخالفة أن من انشغل بالبدع التي تخالف القرآن والحديث وصار ينشرها بين الناس ويدافع عنها لهوى في نفسه أو ليحفظ بالدفاع عنها مكانة شيوخه فلن يجعل الله في وجهه هذه النضرة التي دعا بها النبي صلى الله الذي لا ينطق عنه الهوى لمبلغ حديثه بل سيجعل في وجهه هذا الداعي للبدعة الظلمة عياذا بالله وإن أدَّهنَ وجهه كل يوم ثلاثين مرة كما قال ابن المبارك رحمه الله [ كما هو موضح في الصورة ] .
ضاحي الغندور
ــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أصحاب السنن وغيرهم وصححه الألباني في أكثر من موضع في كتبه انظر السلسة الصحيحة ( رقم : 404 و 1721 ) .
(2) موسوعة الألباني في العقيدة ( 7 / 836 ) ط / مركز النعمان ، اليمن .

(3) عون المعبود شرح سنن أبي داود ( 10 / 68 ) ط / دار الكتب العلمية ، بيروت

وَلا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا . خطبة جمعة . ضاحي الغندور