السبت، 5 أغسطس 2017

الخطيب الإعلامي !

طوال الأسبوع وأنت تفاجأ بسماع السياسة والأخبار المليئة بالحواث التي تقسي القلب .
فإذا ما جاء يوم الجمعة فرحت بأنك ستسمع من الخطيب كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام السلف الذي يرقق القلوب ويهون من أمور الدنيا الفانية والصراعات عليها ويخوفك من الأخرة ويعظم من شأنها في قلبك ؛ ولكن للأسف تفاجأ أيضا بأن الخطيب يردك مرة ثانية للصراعات السياسية وأننا سنموت من الفقر والبطالة وكأن الرزاق سبحانه قد نسينا أو نفذت خزائنه أو جعل رزقنا في يد الحاكم فلان والدولة الفلانية وسنموت قبل أن نستوفي هذا الرزق الذي كتب قبل أن نجئ لهذه الدنيا الراحلون عنها . حتى أصبحت خطبة الجمعة عند هؤلاء الخطباء كأنها جلسة تعذيب اسبوعية فلا الكلام يعجبك ولا تستطيع الرد ولا تستطيع الخروج من المسجد ولا تستطيع أن تغير في السياسة شيئا لأنك لست مسئولا فيها ولم تستفد من الخطبة في علوم الدين شيئا ولكنك فقط سمعت من الخطيب ما سمعته من العوام في المواصلات وفي الأسواق فتشعر أنك في متاحة سياسية وهموم وصراعات دنيوية لا تستطيع الخروج منها حتى إذا دخلت بيوت الله التي أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه وجدت من يردتك لهذه المتاهة مرة ثانية فاللهم أصلح حكام المسلمين وخطبائهم وردنا لمنهج السلف مرداً جميلا .

وكتبه / ضاحي الغندور

تنبيه لمن جزم بأن الأهرام بناها قوم عاد

تنبيه لمن جزم بأن الأهرام بناها قوم عاد
فاستدل على قوله بآيات من القرآن لم يستدل بها هؤلاء المؤرخين
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
📕 قال ابن عبد الحكم [ ت : 257هـ ] :
(( وفى زمان شدّاد بن عاد، بنيت الأهرام كما ذكر عن بعض المحدّثين، ولم أجد عند أحد من أهل المعرفة من أهل مصر فى الأهرام خبرا يثبت )) (1) .
📕 قال ياقوت الحموي [ ت : 626هـ ] :
(( قال ابن عفير وابن عبد الحكم: وفي زمان شداد بن عاد بنيت الأهرام فيما ذكر عن بعض المحدثين ولم نجد عند أحد من أهل العلم من أهل مصر معرفة في الأهرام ولا خبرا ثبت إلا أن الذي يظن أنها بنيت قبل الطوفان فلذلك خفي خبرها ولو بنيت بعده لكان خبرها عند الناس، ولذلك يقول بعضهم:
حسرت عقول ذوي النّهى الأهرام، * واستصغرت لعظيمها الأحلام
ملس منبّقة البناء شواهق، * قصرت لغال دونهنّ سهام
لم أدر حين كبا التفكّر دونها، * واستوهمت بعجيبها الأوهام
أقبور أملاك الأعاجم هنّ أم * طلّسم رمل كنّ أم أعلام
وقال ابن عفير: لم تزل مشايخ مصر يقولون إن الأهرام بناها شداد بن عاد وهو الذي بنى المغار وجند الأجناد، والمغار والأجناد هي الدفائن، وكانوا يقولون بالرجعة فكان إذا مات أحدهم دفنوا معه ماله كائنا ما كان وإن كان صانعا دفنت معه آلته، وذكر أن الصابئة تحجّها )) (2) .
📕 قال سبط ابن الجوزي [ ت : 654 هـ) ] :
(( واختلفوا في مَن بنى الأهرام، قال بعضهم: يوسف الصدِّيق، وقال آخرون: بناها نمرود، وقيل: دلوكة الملكة، وقال قوم: إنما بناها القبط قبل الطوفان، وكانوا يرون أنه كائن، فبنوها ونقلوا ذخائرهم إليها، وجاء الطوفان فما أغنى ذلك عنهم شيئًا، وقيل: إنه لا يُعْرَفُ من بناها، وهو الظاهر )) (3) .
📕 قال القزويني [ ت : 682هـ ] :
(( زعم بعضهم أن الأهرام بمصر قبور ملوك عظام بها، آثروا أن يتميزوا بها على سائر الملوك بعد مماتهم، كما تميزوا عنهم في حياتهم، وأرادوا أن يبقى ذكرهم بسبب ذلك على تطاول الدهور.
وذكر محمد بن العربي الملقب بمحيي الدين: ان القوم كانوا على دين التناسخ، فاتخذوا الأهرام علامة لعلهم عرفوا مدة ذهابهم ومجيئهم إلى الدنيا بعلامة ذلك.
ومن الناس من يزعم أن هرمس الأول الذي يسميه اليونانيون أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن انوش بن شيث بن آدم، عليه السلام، وهو ادريس، علم بطوفان نوح إما بالوحي أو بالاستدلال على ذلك من أحوال الكواكب، فأمر ببناء الأهرام وإيداعها الأموال وصحائف العلوم إشفاقاً عليها من الدروس، واحتياطاً عليها وحفظاً لها )) (4) .
📕 قال النويري [ المتوفى: 733هـ ] :
(( فأما الأهرام التى بأرض مصر فهى كثيرة. وأعظمها الهرمان اللذان بالجيزة غربىّ مصر.
وقد اختلف في بانيهما.
فقال قوم: بانيهما سوريد بن سهلوق بن سرناق. بناهما قبل الطوفان لرؤيا رآها، فقصّها على الكهنة، فنظروا فيما تدل عليه الكواكب النيرة من أحداث تحدث فى العالم، فأقاموا مراكزها في وقت المسألة. فدلت على أنها نازلة من السماء تحيط بوجه الأرض. فأمر حينئذ ببناء البرابى والأهرام، وصوّر فيها صور الكواكب ودرجها وما لها من الأعمال وأسرار الطبائع والنواميس وعمل الصنعة.
ويقال إن هرمس المثلث بالحكمة (وهو الذى يسميه العبرانيون أخنخ، وهو إدريس عليه السلام) استدلّ من أحوال الكواكب على كون الطوفان. فأمر ببناء الأهرام وإيداعها الأموال وصحائف العلوم وما يخاف عليه الذهاب والدّثور )) (5) .
📕 قال ابن بطوطة [ ت : 779هـ ] :
(( ومما يذكر في شأنها أن ملكا من ملوك مصر قبل الطوفان رأى رؤيا هالته وأوجبت عنده أنه بنى تلك الأهرام بالجانب الغربي من النيل لتكون مستودعا للعلوم ولجثث الملوك، وأنه سأل المنجمين: هل يفتح منها موضع؟ فأخبروه أنها تفتح من الجانب الشمالي، وعينوا له الموضع الذي تفتح منه، ومبلغ الانفاق في فتحه، فأمر أن يجعل بذلك الموضع من المال قدر ما أخبروه أنه ينفق في فتحه، واشتد في البناء فأتمه في ستين سنة، وكتب عليها: بنينا هذه الأهرام في ستين سنة فليهدمها من يريد ذلك في ستمائة سنة، فإن الهدم أيسر من البناء )) (6) .
📕 قال المقريزي [ ت : 845هـ ] :
(( اعلم أنّ الأهرام كانت بأرض مصر كثيرة جدّا، منها بناحية بوصير شيء كثير، بعضها كبار، وبعضها صغار، وبعضها طين ولبن، وأكثرها حجر، وبعضها مدرج، وأكثرها مخروط أملس، وقد كان منها بالجيزة تجاه مدينة مصر، عدّة كثيرة كلها صغار هدمت في أيام السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب على يد قراقوش، وبنى بها قلعة الجبل والسور المحيط بالقاهرة، ومصر والقناطر التي بالجيزة.
وأعظم الأهرام الثلاثة التي هي اليوم قائمة تجاه مصر، وقد اختلف الناس في وقت بنائها، واسم بانيها والسبب في بنائها، وقالوا في ذلك أقوالا متباينة، أكثرها غير صحيح، وسأقص عليك من نبأ ذلك ما يشفي، ويكفي إن شاء الله تعالى.
قال الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه الكاتب في أخبار مصر وعجائبها في أخبار سوريد بن سهلوق بن سرياق بن توميدون بن بدرسان بن هوصال أحد ملوك مصر قبل الطوفان الذين كانوا يسكنون في مدينة أمسوس الآتي ذكرها عند ذكر مدائن مصر من هذا الكتاب، وهو الذي بنى الهرمين العظيمين بمصر المنسوبين إلى شدّاد بن عاد، والقبط تنكر أن تكون العادية دخلت بلادهم لقوّة سحرهم.
وسبب بناء الهرمين أنه كان قبل الطوفان بثلاثمائة سنة، قد رأى سوريد في منامه ... [ الرؤية المشهورة ] )) (7) .
جمع وترتيب / ضاحي الغندور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم ( ص : 64 )
ط / مكتبة الثقافة الدينية
(2) معجم البلدان ( 5 / 401 )
ط / دار صادر، بيروت
(3) مرآة الزمن لسبط ابن الجوزي ( 1 / 135 )
ط / دار الرسالة العالمية، دمشق
(4) آثار البلاد وأخبار العباد للقزويني ( ص : 269 )
ط / دار صادر - بيروت
(5) نهاية الأرب في فنون الأدب النويري ( 1 / 388 )

ط / دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة