الاثنين، 2 سبتمبر 2024

 السَّيْلُ الجَرَّار

فـي الــرد عـلـى

نُفَاة عُلُو العَلِيّ الغفَّار


جمع المادة/  وليد أبو الفتوح القاضي

مـدرس الـقــرآن الـكـريم بـالأزهــر

غفر الله له ولوالديه ولمشايخه

ولجـميـع المسلمــين آمــين


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومَن تَبِعهم بإحسان ، وسار على دربهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.

أما بعد:


✍️ فهذا بحث جامِع لمسألة عقائدية، من أكبر المسائل العلمية، التي دارت بسببها معارك طاحنة، وحروب ضارية، على مر العصور والأزمان قديمـًا وحديثـًا، بين أهل السنة والجماعة وبين أهل البدع والأهواء بجميع طوائفهم، مِن أشاعِرَة وماتريدية، ورافضة وجَهمِية، ألا وهي: عُلُو الله عز وجل كما أخبر المولى عزوجل بذلك عن نفسه، أنه عز وجل في السماء على العرش، وهذا مذهب أهل السنة.


ولكن رَفَضَت طوائف وفرق ضآلة من أهل البدع هذا الكلام ونَفَوْا ذلك مخالفين بذلك النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وإجماع سلف الأمة، وأقوال الأئمة.

فـ رد عليهم أهل السنة في مُصَنَّفات ومُؤَلَّفَات، وعقدوا فيها المُناظرات، فسَحَقُوهم ومَزَّقُوهم، وأفحموهم وأسكتوهم، فكان أهل السنة كالأسود الضارية، والصقور القـاسية ، والأعاصير العـاتيـة، والراجـمـات القـاذفـة، والنار الحارقة، والرعود القاصفة، والرياح العاصفة، والوحوش الكاسرة، بردودهـم المتتالية والمُتَكاثِـرَة، على جميع الفِرَق والطوائف المنحرِفة والمُتَناحِرَة، فأخمـدوا حِيَلهم القديمـة، ونسفوا قواعدههم السقيمة.


أيها الكرام:

القـرآن الكريم ملييء بالأدلة التي دَلَّت على عُلُو الله عز وجل، وأنـه في السماء على العرش استوى، استواءً يليق بجلاله وعظمته، وأن علمه في كل مكان، كما وصف الله عز وجل نفسـه وأخبر بذلك، وكذلك السنة المطهرة مليئة بعشرات الأدلة على ذلك تَخَطَّت الألف دليل، وهذا اعتقاد السَّلف الصالح أهل السُّنة والجماعة خلافـًا للمعتزلة والجهمية والشيعة والأشاعرة والماتريدية.


وهـذه المسـألة مسألة (( عُلُو الله )) ثابتـة ومحسـومة بالكتـاب والسنـة وأقوال الصحابة والتابعين وإجمـاع السلف الصالح من أهل القرون الثلاثة الأولى، بل وقبل ولادة أبي الحسن الأشعري نفسه، لذا لن تجد في كلام الأئمة المتقدمين كلمة الأشاعرة لأنه ولد عام ٢٦٠ هـ ، أما العلماء الذين عاصروا الأشعري، والذين جاؤوا بعده ذكروا لفظة الأشاعرة كثيرًا في ردودهم ومصنّفاتهم بخلاف الأوائل لا تجدها مطلقـًا، وإنما كانوا يذكرون الجهمية والمعتزلة نُفاة عُلُو الله تعالى. 

ومسألة العُلُو وأن الله في السماء ثابتة أيضـًا بالعقل والفطرة،

بل الفطرة السليمة تدل على ذلك، فلو أنك أتيت بطفل صغير وسألته وقلت له : (( فين ربنا ))؟ سيشير إليك لأعلى ويقول لك فوق في السما، وهذه هي الفطرة السليمة والسَّوِيَّة.


ولكن يأبى أُناس مِمَّن انتكست فطرتهم، وَفَسَدَ مُعتقدهم، فيُنكرون أن الله في السماء على العرش، ويقولون أن الله في كل مكان، ومنهم من يقول ليس له مكان، ومنهم من يقول: ليس على العرش، ومنهم من يقول أن معنى استوى أي استولى كما قال علي جمعة استوى استولى، 


فَهؤلاء النُّفاة عَطَّلوا صفات المولى عز وجل بِدَعوَى التنزيه، أرادوا أن يُنَزِّهُوا الله بزعمهم، فَعَطَّلوا صفات ربهم، بقواعد غريبة، وألفاظ مُحدَثَة عجيبة، وَلَوَازِم مُرِيبة، فابتَدَعوا ألفاظ وكلمات، واخترعوا لوازم وعبارات، لا يعرفها الأئمة، وعلماء الأمة، لأنهم اعتمدوا في ذلك علـى عقولهم، فابتَدَعُوا فـي ألفاظهم وكلامِهم، وهذا كله باطل، ورأي عاطل، ولوازمهم التي ذكروها لوازم باطلة، وقواعد عاطلة، وكان يكفيهم أن يلتزموا بما قاله الله في كتابه، وبما قاله رسوله في أحاديثه وخطابه، ويُثبِتُونه ( قل ءأنتم أعلم أم الله )، لأن الله عز وجل هو الذي وصف نفسه بأنه في السماء على عرشه، وكذا قال رسوله وصحابته والتابعون، فعلينا التصديق والتسليم والإيمان بذلك، وعدم إعمال العقل في الكيفية، لأن الله تعالى أخبرنا أنه استوى على العرش ، ولم يخبرنا كيف استوى، أخبرنا أنه استوى على العرش فنؤمن بذلك ، ولم يخبرنا كيف استوى فَنُفَوِّض في الكيفية، والله عزوجل ( ليس كمثله شيء ) لذلك يقول العلماء في الكيفية: والكيف مجهول أي كيفية الاستواء كما قال الإمام مالك وغيره: الاستواء معلوم والكيف مجهول، فأهل السنة يعلمون معاني النصوص ويثبتون الصفة، ويُفَوِّضون في كيفيتها ، وهكذا في جميع الصفات، 

أما أهل البدع فَيَفُوِّضُون المعنى، فلا يُثبِتُون المعنى الذي يدل عليه لفظ الصفة، ويفوضون علم معناه إلى الله تعالى،

ومنهم من لا يثبت المعنى أصلاً ولا يُفَوِّض وإنما يُأوِّل المعنى، والتأويل المُبتَدَع هنا المقصود به: صرف اللفظ عن ظاهره بغير قرينة، وهذه مذاهب باطلة وهي عين التعطيل.

والتفويض نوعان:

١- تفويض الكَيف وهو مذهب أهل السنة.

٢- تفويض المعنى وهو مذهب المُعَطِّلة وأهل البدع.


والقرآن الكريم فيه آيات عديدة متنوعة تدل على أن الله تعالى في السماء، وآيات تدل على عُلُو الله، وآيات تدل على الفوقية ، وآيات تدل على نزول الأشياء من عنده أو صعودها إليه تبارك وتعالى ، وكذلك رحلة معراج النبي صلى الله عليه وسلم. 

قال الله تعالى:

( الرحمن على العرش استوى )، والعرش في السماء ولا شك، وقال تعالى: ( ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) وقال تعالى: ( وهو العلي العظيم )

وقول تعالى: ( سبح اسم ربك الأعلى ) 

وقال تعالى: ( وهو القاهر فوق عباده )

وقال تعالى: ( يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ) 

وقال تعالى: ( إنا نحن نزلنا الذكر )

وقال تعالى: (  يدبر الأمر من السماء إلى الأرض) 

وقال تعالى: ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )  

وقال تعالى: ( تعرج الملائكة والروح إليه )

وقال تعالى: ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ )

وقال تعالى: ( بل رَفَعَهُ اللَّهُ إليه )


أما الآيات التي فيها قوله عز وجل: ( وهو معكم ) 

وقوله تعالى: ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ... ) وقوله تعالى: ( وهو معهم أينما كانوا )

ونحوها فالمراد بها: علمه .

فالله عز وجل في السماء وعلمه في كل مكان، كما قال أهل العلم من المفسرين والمُحَدِّثين والفقهاء منهم:   

-التابعي والمفسر المشهور الضحاك بن مزاحم تلميذ الصحابي ابن عباس،

- والمفسر المشهور مُقاتل بن حِيَّان تلميذ الضحاك

- وأمير المؤمنين في الحديث الإمام عليّ بن المديني شيخ الإمام أحمد بن حنبل وشيخ الإمام البخاري

- وأمير المؤمنين في الحديث سفيان الثوري

- والإمام مالك بن أنس، وأصبغ صاحبه

- والإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة

- والإمام الفقيه المُزَنِي صاحب الشافعي

- والإمام البخاري وشيخه نُعَيم بن حماد

- والإمام ابن جرير الطبري شيخ المفسرين

- والإمام أبوبكر الآجري إمام أهل الحديث في عصره

- والإمام ابن عبدالبر المالكي الفقيه المشهور

- وأبوعمر الطلمنكي المالكي شيخ ابن عبدالبر وشيخ ابن حزم

 - والحافظ البيهقي صاحب السنن.

وغيرهم كثير كما سيأتي معنا الآن .


وأنا لا أريد الإكثار من الاستدلال بالآيات فاكتفيت بعدد قليل، والأحاديث كذلك سأذكر عددًا قليلاً، 

وللعلم الأدلة بلغت أكثر من ألف دليل.

ولكن أركز على كلام علماء الأمة من أهل السنة، وأُكْثِر من النقل عنهم كي نرى كيف فهموا الآيات والأحاديث، ونرى ما كتبوه في مصنّفاتهم، وفي معتقدهم بناءً على ما فهموه من الآيات والأحاديث، كي تعلم بطلان مذهب النُفاة الذي نَفَوا عُلُو الله وأنه في السماء على العرش.


فإلى النُّفَاة المُتَفَيْهِقِين، المُتَحَذلِقين المُعَطِّلِين، مِن أشاعِرَة وماتريدية، وصوفية وجهمية، دُونكم أقوال علماء الأمة، ومذاهب الأئمة، وإليكم قُرَابة ( ١٣٣ ) نقلاً مِن آثار وأقوال أهل العلم على عُلُو الله وأنه في السماء على عرشه،

وستجد في هذه الأقوال سـلاسـة الكلمات، وسهولة العبارات،

وهناك عشرات الأقوال وردت عن الأئمة لم أذكرها واكتفيت بالمكتوب،

ولله الحمد والمِنّة.


👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇


١- في حديث الجارية المشهور التي قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : أين الله؟ قالت : في السماء. فقال : ومن أنا؟ قالت : رسول الله . فقال لصاحبها : ( أعتقها، فإنها مؤمنة ) .


ومن قال أنها كانت خرساء مثل أحمد كريمة فهذا كلام باطل لا يصح ولم يقل به أحد من أهل السنة بل هو كلام بعض المعتزلة وبعض الأشاعرة وكما قلنا تأويل باطل.


٢- وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أَلَا تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاء "


٣- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رَضِيَ اللَّهُ عنهما -

 أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

 «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ "


٤- وعن أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَتَأْبَى عَلَيْهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا "


٥- وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - كانت زينب بنت جحش تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فتقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات "


٦- وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - : 

العرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم "


وفي رواية:

٧- والعرش على الماء، والله تعالى فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه‏. "


٨- وعن عائشة - رضي الله عنها - :

وأيم الله إني لأخشى لو كنت أحب قتله لقتلت – تعني عثمان – ولكن علم الله من فوق عرشه إني لم أحب قتله"


٩- وعن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه استأذن على عائشة رضي الله عنها- وهي تموت، فقال‏:‏ كنت أحب نساء النبي صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيبـًا، وأنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات "


١٠- وعن ابن عباس - رضي الله عنه - :

 إن الله تعالى كان على عرشه قبل أن يخلق شيئـًا، فخلق الخلق، وكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه‏ "


١١- وسَعد بنُ مُعَاذٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - حكم فِي بَنِي قُرَيْظَةَ بِبعض الأحكام عليهم...

قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ حَكَمَتْ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ " 


١٢- وقال ابن عمر ــ رضي الله عنه ــ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال أَبُو بَكْرِ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ إِلَهَكُمُ الَّذِي تَعْبُدُونَ، فَإِنَّ إِلَهَكُمْ قَدْ مَاتَ، وَإِنْ كَانَ إِلَهَكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ فَإِنَّ إِلَهَكُمْ لَمْ يَمُتْ ".


١٣- وكان الإمام مسروق بن الأجدع - رحمه الله - إذا حدّث عن عائشة رضي الله عنها ، قال حَدَّثَتني الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق حبيبة حبيب الله المُبَرَّئة من فوق سبع سماوات "


١٤- وقال الإمام الأوزاعي شيخ أبي داود وابن أبي شيبة ويحيى بن معين - رحمه الله - : 

"كنا والتابعون متوافرون نقول: أن الله عز وجل فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته "


١٥- وسُئِل الإمام الأوزاعي: عن قوله ( ثم استوى على العرش ) فقال: هو على العرش كما وصف نفسه " 


١٦- وقَال الإمام مَالِك بن أنس - رحمه الله -:

 " اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّمَاءِ ، وَعِلْمُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ لَا يَخْلُو مِنْهُ مَكَانٌ "


١٧- وعن جعفر بن عبدالله قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس فقال: يا أبا عبدالله ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى؟

فقال مالك : الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة "


١٨- وفي رواية: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة "


١٩- وفي رواية:

يا أبا عبدالله ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى؟

فأطرق مالك وأخذته الرحضاء، ثم رفع رأسه وقال : ( الرحمن على العرش استوى ) كما وصف نفسه، ولا يقال كيف؟! وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة، أخرجوه "


٢٠- وقال الإمام سفيان بن عيينة شيخ الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل  - رحمه الله -:

سُئِل ربيعة بن أبي عبدالرحمن عن قوله تعالى  ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى؟

فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق "


٢١- وقيل للإمام عبدالله بن المبارك - رحمه الله -  :

 كيف تعرف ربنا ؟ قال : " فوق سماواته على عرشه "


٢٢- وقال الإمام ابن المبارك أيضـًا :

على السماء السابعة، ولا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض ههنا، بل على العرش استوى "


٢٣- وقال ابن المبارك أيضـًا:

الرب تبارك وتعالى على السماء السابعة على العرش، قيل له: بحدٍّ ذلك؟ قال: نعم، هو على العرش فوق سبع سماوات "


٢٤- وقال الإمام أيوب السختياني شيخ الإمام مالك وسفيان الثوري - رحمه الله - :

 إنما مدار القوم - أي: المعتزلة - على أن يقولوا ليس في السماء شيء "


٢٥- وقال الإمام عبدالرحمن بن مهدي شيخ أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ويحيى بن معين - رحمه الله - :

 أن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم موسى، وأن يكون على العرش، أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا ضُرِبَت أعناقهم "

 

٢٦- وقال الإمام حماد بن زيد شيخ سفيان الثوري وابن المبارك ووكيع بن الجراح - رحمه الله -:

" إنما يدورون على أن يقولوا ليس في السماء إله – يعني الجهمية "


٢٧- قال الإمام وهب بن جرير الأزدي شيخ الإمام أحمد بن حنبل والدارمي صاحب السنن - رحمه الله -:

 إياكم ورأي جهم فإنهم يحاولون أن ليس في السماء شيء وما هو إلا من وحي إبليس وما هو إلا الكفر‏ ".‏


٢٨- وقال وهب بن جرير أيضـًا:

 الجهمية الزنادقة إنما يريدون أنه ليس على العرش استوى‏ "


٢٩- وقال الإمام جرير بن عبدالحميد تلميذ الأعمش وسفيان الثوري - رحمه الله- : 

كلام الجهمية أوله عسل وآخره سم، وإنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله "


٣٠- وقال الإمام عاصم‏ بن علي شيخ البخاري - رحمه الله -:‏ 

ناظرت جهميـًا فتبين من كلامه أنه اعتقد أن ليس في السماء ربـًا "


٣١- وقال عباد بن العوام إمام الحديث بواسط - رحمه الله -:

قال‏:‏ كلمت بشر المِرِّيسي ( وبشر كان مِمَّن ينكر أن الله في السماء على عرشه ) وأصحابه فرأيت آخر كلامهم‏ يقولون‏:‏ ليس في السماء شيء أرى والله أن لا يناكحوا ولا يوارثوا "


٣٢- وقال الإمام علي بن عاصم شيخ الإمام أحمد بن حنبل    - رحمه الله -  :

قال احذروا من المريسي وأصحابه فإن كلامهم الزندقة وأنا كلمت أستاذهم فلم يثبت أن في السماء إلهـًا "


٣٣- وقال يحيى بن علي بن عاصم كنت عند أبي فأستأذن عليه المرِّيسي فقلت له‏:‏ يا أبت مثل هذا يدخل عليك‏!‏ فقال وماله‏:‏ فقلت‏:‏ إنه يقول‏:‏ ‏"‏إن القرآن مخلوق، ويزعم أن الله معه في الأرض، ذكرته فما رأيته اشتد عليه مثل ما اشتد عليه قوله‏:‏ إن القرآن مخلوق، وقوله‏:‏ أن الله معه في الأرض.


٣٤- وقال الإمام محمد بن إسحاق صاحب كتاب السيرة المشهور  - رحمه الله -:‏ كان الله تعالى كما وصف نفسه، إذ ليس إلا الماء عليه العرش، وعلى العرش ذو الجلال والإكرام...

إلى أن قال:

... ثم دحا الأرض، ثم استوى إلى السماء فحبكهن وأكمل خلقهن في يومين، ففرغ من خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ثم استوى على العرش‏ "


٣٥- وقال أبو عمران الطرسوسي تلميذ الإمام أحمد بن حنبل

 - رحمه الله -:

 قلت لسُنَيد بن داود‏ - رحمه الله -:‏

 هو عز وجل على عرشه، بائن من خلقه‏؟‏

 قال‏:‏ نعم‏. " أ.هـ

ومعنى بائن من خلقه يعني منفصل عنهم ليس حالّاً فيهم كما قالت الحلولية أن الله يحل في جميع المخلوقات عياذًا بالله


٣٦- وقال أبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي - رحمه الله - :‏ سألت أبا حنيفة - رحمه الله - عَمّن يقول‏:‏ لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض‏.؟

 قال‏:‏ إذا أنكر أنه في السماء أو في الأرض، فقال‏:‏ قد كفر،

 لأن الله تعالى- يقول‏:‏ ‏(‏الرحمن على العرش استوى‏)‏ وعرشه فوق سمواته، فقلت‏:‏ إنه يقول‏:‏ أقول على العرش استوى، ولكن قال‏:‏ لا يدري العرش في السماء أو في الأرض‏.‏ قال‏:‏ إذا أنكر أنه في السماء، فقد كفر‏ "


٣٧- وقال‏ أيضـًا:‏

" من أنكر أن الله عز وجل في السماء فقد كفر‏ "


٣٨- وقال الإمام سليمان التيمي - رحمه الله - : 

" لو سُئِلت أين الله لقلت في السماء "


٣٩- وقال الإمام محمد بن يوسف الفريابي - رحمه الله - شيخ الإمام البخاري: من قال: إن الله ليس على عرشه فهو كافر "


٤٠- وقال الإمام إسحاق بن راهويه شيخ البخاري رحمه الله:

 قال الله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة." 


٤١- وقال الإمام إسحاق بن راهويه‏ أيضـًا:‏ أخبرنا بشر بن عمر قال‏:‏ سمعت غير واحد من المفسرين يقول‏ ( الرحمن على العرش استوى‏ ) ارتفع‏.‏


٤٢- وسُئِل الإمام محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري - رحمه الله - عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي ليعلم العبد أن الله معه حيث كان فقال: يريد أن الله علمه محيط بكل ما كان والله على العرش"


٤٣- وقَالَ الإمام أَصْبَغ بن الفرج صاحب الإمام مالك، وشيخ البخاري - رحمه الله -:

 وَهُوَ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ وَبِكُلِّ مَكَانِ عِلْمُهُ وَإِحَاطَتُهُ " 


٤٤- وقال الإمام سعيد بن عامر الضبعي شيخ الإمام أحمد

 - رحمه الله -: 

 الجهمية شر قول من اليهود والنصارى، قد اجتمع اليهود والنصارى وأهل الأديان مع المسلمين، على أن الله عز وجل على العرش وقالوا هم ليس على شيء "


٤٥- وقال الإمام الشافعي - رحمه الله - :

وأن الله فوق العرش، فوق السموات، ينزل إلى السماء الدنيا متى شاء "


٤٦- وقال الإمام الشافعي أيضـًا:

 القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها، أهل الحديث الذين رأيتهم فأخذت عنهم مثل : سفيان ومالك وغيرهما : الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء "


٤٧- وقال الإمام المزني - رحمه الله -  صاحب الإمام الشافعي:‏

 " ... السميع البصير العليم الخبير المنيع الرفيع، عالٍ على عرشه، فهو دانٍ بعلمه من خلقه،

إلى أن قال:

... جلت صفاته عن شبه المخلوقين، عالٍ على عرشه، بائن من خلقه.


٤٨- وقال‏ أيضـًا:‏ لا يصح لأحد توحيد حتى يعلم أن الله على عرشه بصفاته‏.‏ قلت‏:‏ مثل أي شيء‏؟‏ قال‏:‏ سميع بصير عليم قدير‏ "


٤٩- وقال الإمام أبو بكر الأثرم تلميذ الإمام أحمد بن حنبل 

- رحمه الله- :وحدثني محمد بن ابراهيم القيسي قال: قلت لأحمد ابن حنبل يُحكَى عن ابن المبارك أنه قيل له كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه"

فقال الإمام أحمد هكذا هو عندنا "


٥٠- وقال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -:

 فَقُلْنَا لهم أَنْكَرْتُمْ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَلَى الْعَرْشِ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: ( الرحمن على العرش استوى ) .وقال: ( خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )


٥١- وقيل له أيضـًا:

الله فوق السماء السابعة على عرشه، بائن من خلقه، وعلمه وقدرته بكل مكان؟

قال: نعم على العرش وعلمه لا يخلو منه مكان "


٥٢- وقال عبد الملك الميموني - رحمه الله - :‏ سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عمن يقول‏:‏ إن الله تعالى ليس على العرش فقال‏:‏ كلامهم كله يدور على الكفر '


٥٣- قال الإمام قتيبة بن سعيد شيخ البخاري ومسلم - رحمه الله -:

"هذا قول الأئمة في الإسلام والسنة والجماعة: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه ، كما قال جل جلاله: (الرحمن على العرش استوى)".


٥٤- وقال الضحاك المفسر المشهور تلميذ ابن ابن عباس وابن عمر - رحمه الله - في قوله تعالى‏:‏ ‏(‏ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم‏)‏ قال‏:‏ هو على عرشه، وعلمه معهم أينما كانوا‏ "


٥٥- وقال مقاتل بن حيان المفسر المشهور تلميذ الصحابي أنس بن مالك وسعيد بن المسيب - رحمه الله - في قوله تعالى‏:‏ ‏(‏ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم‏)‏ قال‏:‏ هو على عرشه، وعلمه معهم‏ "


٥٦- وقال إمام أهل الحديث علي بن المديني شيخ البخاري: 

إن الله تعالى‏ على العرش استوى، فقيل له‏:‏ ما تقول في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم‏}‏‏؟‏ فقال‏:‏ اقرأ أول الآية يعني بالعلم لأن في أول الآية‏:‏ ‏( ألم تر أن الله يعلم ما في السموات‏ )


٥٧- وسُئِلَ الإمام سفيان الثوري - رحمه الله - عن قوله عز وجل: ( وهو معكم أينما كنتم ) قال : علمه


٥٨- وقال نُعَيم بن حماد شيخ البخاري في قوله‏:‏ ‏(‏وهو معكم‏)‏ قال‏:‏ معناه أنه لا يخفى عليه خافية بعلمه "


٥٩- وقال الإمام أحمد أيضـًا:

فإن احتج مبتدع ومخالف بقول الله تعالى: ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) وبقوله ( وهو معكم أينما كنتم ) وبقوله ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) إلى قوله تعالى ( إلا هو معهم أينما كانوا ) ونحو هذا من متشابه القرآن فقل: إنما يعني بذلك العلم لأن الله تعالى على العرش فوق السماء السابعة العليا ويعلم ذلك كله ، وهو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان " 


٦٠- وقال الإمام محمد بن عثمان بن أبي شيبة- رحمه الله -:‏

 ذكروا أن الجهمية يقولون‏:‏ ليس بين الله وبين خلقه حجاب، وأنكروا العرش وأن الله فوقه، وقالوا‏:‏ إنه في كل مكان، ففسرت العلماء ‏(‏وهو معكم‏)‏ يعني علمه، ثم تواترت الأخبار أن الله خلق العرش فاستوى عليه، فهو فوق العرش متخلصا من خلقه، بائنا منهم‏ "


٦١- وقال شيخ المفسرين الإمام محمد بن جرير الطبري - رحمه الله- :

 في تفسير قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) يقول : وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سماواته السبع "


٦٢- وقال أيضـًا - رحمه الله - : وعَنِيَ بقوله : { هو رابعهم } بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه وهو على عرشه "


٦٣- وقال أيضـًا في قول المولى تعالى( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) يقول تعالى ذكره: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا.


٦٤- وقال رحمه الله في تفسيره أولى المعاني بقول الله جل ثناؤه ( ثم استوى إلى السماء فسواهن ) علا عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات .


٦٥- وقال أيضـًا : وَحَسبُ امرِئٍ أَنْ يَعلَمَ أَنَّ رَبَّهُ هُوَ الَّذِي عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، فَمَنْ تَجَاوَزَ ذَلِكَ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ .


٦٦- وقال رحمه الله في تفسيره لسورة الملك ( أم أمنتم من في السماء ) وهو الله


٦٧- وقال أيضـًا في تفسير سورة المعارج (يقول تعالى ذكره: تصعد الملائكة والروح، وهو جبريل عليه السلام إليه،يعني إلى الله عز وجل)


٦٨- وقال الإمام البخاري : قال رحمه الله في آخر الجامع الصحيح في كتاب الرد على الجهمية باب قوله تعالى ( وكان عرشه على الماء ) قال أبو العالية: استوى إلى السماء إرتفع

 وقال مجاهد: في استوى علا على العرش "


٦٩- وقال الإمام الترمذي - رحمه الله - صاحب السنن :

عِلْمُ الله وقدرته وسلطانه في كل مكان ، وهو على العرش كما وصف نفسه في كتابه


٧٠- وقال الإمام أبو حاتم الرازي الإمام الحافظ المحدث الشهير وإمام من أئمة الجرح والتعديل في عصره - رحمه الله -:‏ إن الله على عرشه بائن من خلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.


٧١- ثم ذكر أبوحاتم عن أبي زرعة ( الرازي ) رحمه الله تعالى أنه سُئِلَ عن تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏( الرحمن على العرش استوى‏ ) فغضب وقال تفسيرها كما تقرأ هو على العرش استوى وعلمه في كل مكان من قال غير ذلك فعليه لعنة الله "


٧٢- وقال الإمام عبدالرحمن بن أبى حاتم الرازي وتلميذ الإمام مسلم - رحمه الله -  : سألت أبي وأبا زرعة ( الرازيَين ) عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك ؟

فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازًا وعراقـًا وشامـًا ويمنـًا فكان مذهبهم:

…وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف أحاط بكل شيء علما ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)


٧٣- وقال ابن أبي حاتم أيضـًا :‏ 

آخر كلام الجهمي أنه ليس في السماء إله "


٧٤- وقال ابن أبي حاتم :‏ جاء بشر بن الوليد إلى أبي يوسف فقال له‏:‏ تنهاني عن كلام وبشر المريسي وعلي الأحول وفلان يتكلمون فقال وما يقولون‏؟‏ قال‏:‏ يقولون إن الله في كل مكان‏.‏ فبعث أبو يوسف وقال علي بهم فانتهوا إليهم وقد قام بشر فجيء بعلي الأحول والشيخ الآخر فنظر أبو يوسف إلى الشيخ وقال لو أن فيك موضع أدب لأوجعتك وأمر به إلى الحبس وضرب علي الأحول وطيف به وقد استتاب أبو يوسف بشر المريسي لما أنكر أن الله فوق عرشه "


٧٥- وقال محمد بن مصعب تلميذ الإمام أحمد بن حنبل والإمام عبدالله بن المبارك - رحمه الله - :

  أشهدُ أنك فوق العرش فوق سبع سموات، ليس كما يقول أعداء الله الزنادقة "


٧٦- وقال داوود بن علي كنا عند ابن الأعرابي فآتاه رجل فقال : يا أبا عبدالله ما معنى قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) قال : هو على عرشه كما هو، فقال الرجل ليس كذلك ! إنما معناه استولى، فقال : اسكت ما يدريك ما هذا، العرب لا تقول للرجل استولى على شيء حتى يكون له فيه مضاد فأيهما غلب قيل استولى والله تعالى لا مضاد له فهو على عرشه كما أخبر .

 ثم قال الإستيلاء بعد المغالبة "


٧٧- وقال بشر الحافي‏ - رحمه الله -:‏ 

والإيمان بأن الله تعالى على عرشه، استوى كما شاء، وأنه عالم بكل ما كان "


٧٨- وكان من دعاء بشر الحافي أن يقول:‏ اللهم إنك تعلم من فوق عرشك أن الذل أحب إلي من الشرف ..."


٧٩- وقال الإمام عبدالوهاب بن عبدالحكم الوراق شيخ أبي داود ، والترمذي ، والنسائي أصحاب السنن - رحمه الله -:

 من زعم أن الله هاهنا فهو جهمي خبيث، والله عز وجل فوق العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة "


٨٠- وقال الإمام الدَّارِمي تلميذ أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، وإسحاق بن راهويه - رحمه الله - :

وقد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه فوق سمواته." 


٨١- وقال أيضـًا - رحمه الله - : 

"والأحاديث عن رسول الله وعن أصحابه والتابعين ومن بعدهم في هذا أكثر من أن يحصيها كتابنا هذا غير أنا قد اختصرنا من ذلك ما يستدل به أولوا الألباب أن الأمة كلها والأمم السالفة قبلها لم يكونوا يشكون في معرفة الله تعالى أنه فوق السماء بائن من خلقه غير هذه العصابة الزائغة عن الحق المخالفة للكتاب وأثارات العلم كلها حتى لقد عرف ذلك كثير من كفار الأمم وفراعنتهم." 


٨٢- وقال الإمام أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني تلميذ  الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - : 

وهو سبحانه بائن من خلقه ولا يخلو من علمه مكان، ولله العرش وللعرش حملة يحملونه...

 إلى أن قال: والله على عرشه عز ذكره وتعالى جده ولا إله غيره "


٨٣- وقال حرب الكرماني أيضـًا:‏ 

والماء فوق السماء السابعة والعرش على الماء والله على العرش "


٨٤- وقال حرب الكرماني أيضـًا:

 الجهمية أعداء الله، وهم الذين يزعمون أن القرآن مخلوق، وأنه لا يُعرَف لله مكان، وليس على عرش، ولا كرسي، وهم كفار فاحذرهم."

 

٨٥- وقال الحافظ محمد بن أسلم الطوسي شيخ ابن خزيمة صاحب الصحيح - رحمه الله -:

 قال لي عبد الله بن طاهر: "قد بلغني أنك لا ترفع رأسك إلى السماء"، فقلتُ برأسي هكذا إلى السماء ساعة، ثم قلت: «ولِمَ لا أرفع رأسي إلى السماء؟ وهل أرجو الخير إلا ممن في السماء ؟!


٨٦- وقال الإمام الساجي محدث البصرة وإمامها وهو شيخ الطبراني وابن عدي - رحمه الله - :

 "القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذين لقيناهم أن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء "


٨٧- وقال أبو معاذ البلخي وقد سمع من الإمام مالك وسفيان الثوري - رحمه الله -

 في الرد على جهم بن صفوان الذي كان ينكر علو الله وينكر أنه في السماء قال أبومعاذ :

كذب عدو الله بل الله عز وجل على العرش كما وصف نفسه "


٨٨- وقال حماد بن هناد البوشنجي‏ - رحمه الله -:‏ 

هذا ما رأينا عليه أهل الأمصار، وما دلت عليه مذاهبهم فيه، وإيضاح منهاج العلماء وصفة السنة وأهلها، إن الله فوق السماء السابعة على عرشه، بائن من خلقه، وعلمه وسلطانه وقدرته بكل مكان "


٨٩- قال يحيى بن معاذ الرازي - رحمه الله -:

 الله تعالى على العرش بائن من الخلق قد أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا ولا يشك في هذه المقالة إلا جهمي رديء ضليل وهالك مرتاب يقول‏:‏ يمزج الله بخلقه ويخلط الذات بالأقذار والأنتان‏ "


٩٠- وقال الإمام ابن خزيمة شيخ ابن حبان وابن عدي - رحمه الله -: من لم يقل بأن الله عز وجل على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر بربه حلال الدم، يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذى به المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته، وكان ماله فيئاً لا يرثه أحد من المسلمين "


٩١- وقال أيضـًا :

 " من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى، فوق سبع سمواته فهو كافر حلال الدم ، وكان ماله فيئـًا "


٩٢- وقال‏ أيضـًا :‏

 نحن نؤمن بخبر الله سبحانه أن خالقنا مستوٍ على عرشه لا نبدل كلام الله ولا نقول غير الذي قيل لنا كما قالت الجهمية المعطلة أنه استولى على عرشه لا استوى فبدلوا قولا غير الذي قيل لهم‏ "


٩٣- وقال الإمام ابن أبي عاصم الشيباني‏ تلميذ البخاري وابن أبي شيبة وأبو حاتم الرازي - رحمه الله - جميع ما في كتابنا- كتاب السنة الكبير- من الأخبار التي ذكرنا أنها توجب العلم فنحن نؤمن بها؛ لصحتها وعدالة ناقليها، ويجب التسليم لها على ظاهرها، وترك تكلف الكلام في كفيتها "

 فذكر من ذلك الاستواء على العرش‏.‏


٩٤- وقال الإمام ابن أصرم - رحمه الله - شيخ أبي داود والترمذي صاحبا السنن : 

وأنكر جهم أن يكون الله في السماء دون الأرض، وقد دل في كتابه أنه في السماء دون الأرض بقوله حين قال لعيسى عليه السلام ( إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) وقوله  تعالى ( وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ )

 وقال: ) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} [السجدة : 5]»

ثم استدل ابن أصرم بجملة من آيات من القرآن وأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الباب وقال:

من كفر بآية من كتاب الله فقد كفر به أجمع، فمن أنكر العرش فقد كفر به أجمع، ومن أنكر العرش فقد كفر بالله، وجاءت الآثار بأن لله عرشـًا وأنه على عرشه " 


٩٥- وقال الإمام الطبراني  - رحمه الله - :‏ 

باب ما جاء في استواء الله على عرشه بائنـًا من خلقه، فساق في الباب حديث أبي رزين العقيلي، وحديث الأوعال وغيرهما من أحاديث العلو "


٩٦- وقال الحافظ أبو الشيخ الأصبهاني تلميذ ابن أبي عاصم والبزار وأبو يعلى الموصلي والبغوي - رحمه الله - :

 ذكر عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظم خلقهما، وعلو الرب فوق عرشه " 


٩٧- وقال الإمام أبوبكر الآجري - رحمه الله - : 

والذي يذهب به أهل العلم أن الله عز وجل على عرشه فوق سماواته وعلمه محيط بكل شيء ...

إلى أن قال :

فإن قال قائل‏:‏ فما معنى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم‏}‏‏؟‏ قيل له‏:‏ علمه معهم والله عز وجل على عرشه وعلمه محيط بهم‏.‏ كذا فسره أهل العلم، والآية يدل أولها وآخرها على أنه العلم وهو على عرشه هذا قول المسلمين‏ "


٩٨- وقال في موضع آخر: وفي كتاب الله عز وجل آيات تدل على أن الله تبارك وتعالى في السماء على عرشه وعلمه محيط بجميع خلقه ) ثم ذكر آيات دالة على العلو وذكر جملة من الأحاديث إلى أن قال هذه السنن قد اتفقت معانيها ، ويصدق بعضها بعضـًا وكلها تدل على من قلنا أن الله عز وجل على عرشه فوق سماواته وقد أحاط علمه بكل شيء وانه سميع بصير عليم خبير "


٩٩- وقال الحافظ ابن الأخرم شيخ الحاكم النيسابوري وابن منده - رحمه الله - :

 الله تعالى على العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة "


١٠٠- وقال أبو بكر الصبغي شيخ الحاكم - رحمه الله - في قوله تعالى‏:‏ ‏

(‏مَن في السماء‏)‏ أي من على العرش كما صحت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم


١٠١- وقال ابن بطة العكبري - رحمه الله -:

أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه

ولا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية وهم قوم زاغت قلوبهم واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين وقالوا : إن الله ذاته لا يخلو منه مكان".


١٠٢- وقال أبو عبدالله بن منده - رحمه الله - :

 ذكرُ الآي المتلوة والأخبار المأثورة في أن الله عز وجل على العرش فوق خلقه بائن عنهم وبدء خلق العرش والماء "


١٠٣- وقال البربهاري - رحمه الله - :

 "وهو على عرشه استوى وعلمه بكل مكان ولا يخلو من علمه مكان "


١٠٤- وقال أبوبكر الإسماعيلي فقيه من كبار الشافعية - رحمه الله - : يعتقدون أن الله تعالى استوى على العرش،  بلا كيف، إن الله انتهى من ذلك إلى إنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه "


١٠٥- وقال الإمام ابن أبي زيد القيرواني المالكي الملقّب بمالك الأصغر  وهو من أعلام المالكية - رحمه الله - :

فمما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة، أن الله تبارك اسمه له الأسماء الحسنى والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته، وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه وأنه في كل مكان بعلمه "


١٠٦- وقال معمر بن زياد تلميذ الطبراني - رحمه الله - :‏

 وأن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه، ولا تمثيل ولا تأويل، والاستواء معقول، والكيف مجهول، وأنه بائن من خلقه، والخلق بائنون منه "


١٠٧- وقال الحافظ أبو القاسم اللالكائي - رحمه الله - :

 سياق ما روي في قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) وأن الله على عرشه في السماء وقال عز وجل ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) وقال( ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) وقال ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة ) فدلت هذه الآيات أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه.

وروى ذلك من الصحابة : عن عمر ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وأم سلمة ومن التابعين : ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وسليمان التيمي ، ومقاتل بن حيان وبه قال من الفقهاء : مالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، وأحمد بن حنبل "


١٠٨- وقال الإمام أبو عمرو الداني المعروف بـ ابن الصيرفي - رحمه الله -:

كلامه وقوله قديم *** وهو فوق عرشه العظيم‏


١٠٩- وقال ابن أبي زَمَنِين المالكي شيخ أبوعمرو الداني - رحمه الله -:

ومن قول أهل السنة : أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق ، ثم استوى عليه كيف شاء ، كما أخبر عن نفسه في قوله : ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ) "


١١٠- وقال الإمامُ ابنُ عبدِ البَرِّ المالكيُّ ــ رحمه الله ــ:

ومِن الحُجَّةِ أيضـًا في أنَّه ــ عزَّ وجلَّ ــ على العرش، فوقَ السماواتِ السَّبعِ: أنَّ المُوحِّدينَ أجمعينَ مِن العربِ والعجَمِ إذا كرَبهم أمْرٌ، أو نَزَلَتْ بِهم شِدَّة، رَفعوا وجوهَهم إلى السماء، يَستغيثونَ ربَّهم تبارك وتعالى "


١١١- وقال ابن عبد البر المالكي - رحمه الله - في شرح حديث النزول‏:‏ 

هذا حديث صحيح لم يختلف أهل الحديث في صحته، وفيه دليل أن الله تعالى في السماء على العرش، فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة أهل السنة أهل الفقه والأثر " .


١١٢- وقال أيضـًا - رحمه الله -:

أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل، قالوا في تأويل قوله تعالى‏:‏ ‏(‏ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم‏)‏‏:‏ هو على العرش، وعلمه في كل مكان، وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله‏ "


١١٣- وقال أبو الفتح نصر المقدسي‏ - رحمه الله -:‏

 وأن الله مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه "


١١٤- وقال الإمام يحيي بن عمار - رحمه الله - : 

كل مسلم من أول العصر الى عصرنا هذا اذا دعا الله سبحانه رفع يديه الى السماء، و المسلمون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا يقولون في الصلاة ما أمرهم الله به في قوله : ( سبح اسم ربك الأعلى ) – إلى أن قال : ونقول : هو على العرش، و علمه محيط بكل شيء "


١١٥- وقال أبو عثمان الصابوني - رحمه الله - : 

"ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق كتابه وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف، لم يختلفوا أن الله على عرشه، وعرشه فوق سمواته "


١١٦- قال الحافظ أبوعمر الطلمنكي المالكي - رحمه الله - :

 أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله ( وهو معكم أينما كنتم ) ونحو ذلك من القرآن أنه علمه وأن الله تعالى فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء "


١١٧- وقال أيضـًا :

أجمع أهل السنة على أنه تعالى استوى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز ) ثم ساق بسنده عن مالك قوله : 

الله في السماء وعلمه في كل مكان "


١١٨- وقال الحافظ أبو نصر السجزي تلميذ الحاكم - رحمه الله - : " فأئمتنا كسفيان الثوري ومالك وسفيان بن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وان علمه بكل مكان "


١١٩- وقال الإمام البغوي محيي السنة - رحمه الله -:

 الذي اجتمعت الأمة على تلقي تفسيره بالقبول وقراءته على رؤوس الأشهاد من غير نكير، قد أسلفنا قوله عند ذكر أصحاب الشافعي وإنكاره على من يقول‏:‏ ‏{‏الرحمن على العرش استوى‏}‏ بمعنى استولى وأن هذا مذهب الجهمية والمعتزلة‏ "


١٢٠- وقال الإمام الذهبي - رحمه الله - : 

والله فوق عرشه كما أجمع عليه الصدر الأول ونقله عنهم الأئمة "


١٢١- وقال أيضـًا: 

الدليل على أن الله تعالى فوق العرش، فوق المخلوقات، مباين لها، ليس بداخل في شيء منها، على أن علمه في كل مكان. الكتاب، والسنة، وإجماع الصحابة، والتابعين، والأئمة المهديين "


١٢٢- وقال أيضـًا : 

 " مقالة السلف وأئمة السنة بل والصحابة والله ورسوله والمؤمنين: أن الله فوق سمواته،

ومقاله الجهمية أنه في جميع الأمكنة،

 ومقال متأخري المتكلمين -من أشاعرة وماتريدية وفلاسفة- أن الله ليس في السماء، ولا على العرش، ولا على السماوات ولا في الأرض، ولا داخل العالم ولا خارج العالم، ولا هو بائن عن خلقه،

فقال لهم أهل السنة والأثر:

 هذه السلوب نعوت المعدوم -تعالى الله جل جلاله عن العدم-، بل هو متميز عن خلقه موصوف بما وصف به نفسه في أنه فوق العرش بلا كيف "


١٢٣- وقال أيضـًا  مُعَلِّقـًا على حديث الجارية :

وهكذا رأينا كل من يسأل : أين الله ؟ ، يبادر بفطرته ويقول : في السماء "

وفي الخبر مسألتان :

إحداهما : شرعية قول المسلم : أين الله .

الثانية : قول المسؤول : في السماء .

فمن أنكر هاتين المسألتين فإنما ينكر على المصطفى "


١٢٤- وقال يحيى العمراني فقيه من كبار الشافعية - رحمه الله -: عند أصحاب الحديث والسنة أن الله سبحانه بذاته، بائن عن خلقه، على العرش استوى فوق السموات، غير مماس له، وعلمه محيط بالأشياء كلها "


١٢٥- وقال ابن قدامة المقدسي الحنبلي : 

فإن الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء ووصفه بذلك محمد خاتم الأنبياء، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابه الأتقياء والأئمة من الفقهاء، وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين، وجمع الله تعالى عليه قلوب المسلمين، وجعله مغروزًا في طباع الخلق أجمعين، فتَرَاهم عند نزول الكرب بهم يلحظون السماء بأعينهم ويرفعون نحوها للدعاء أيديهم، وينتظرون مجئ الفرج من ربهم، وينطقون بذلك بألسنتهم لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته، أو مفتون بتقليده واتباعه على ضلالته "


١٢٦- وقال ابن القطان المالكي - رحمه الله - :

" وأجمعوا أنه تعالى فوق سمواته "


١٢٧- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :

 وَهَذَا كِتَابُ اللَّهِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَامَّةُ كَلَامِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَكَلَامُ سَائِرِ الْأَئِمَّةِ مَمْلُوءٌ بِمَا هُوَ نَصٌّ أَوْ ظَاهِرٌ فِي أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ." 


أكتفي بهذا النقل وهناك عشرات الأقوال غير التي ذكرناها هنا.


إلى هنا انتهى ما تم جَمعه وترتيبه،

وأظن أن هذا الكلام لا يسع منصفـًا رده، ولا مُبطِلاً نقضه

والحمد لله رب العالمين

************************

ونختم بقول أبي الحسن الأشعري رحمه الله، وأقوال بعض مناصريه لأن أقوالهم فيها إفحام للأشاعرة أنفسهم، حيث تاب صاحب المذهب ورجع عن مقالته القديمة، وهم لم يتوبوا ، وكتاب الإبانة أكبر دليل على ذلك، والكتاب  ثابت عنه(*)

 

١٢٨- قال أبو الحسن الأشعري - رحمه الله - في " الإبانة " :

فإن قال قائل ما تقولون في الإستواء ؟ قيل : نقول إن الله مستو على عرشه كما قال ( الرحمن على العرش استوى ) وقال: ( إليه يصعد الكلم الطيب )

وقال : ( بل رفعه الله إليه )    


١٢٩- وقال أيضـًا :

 ورأينا المسلمين جميعـًا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله مستو على العرش الذي هو فوق السماوات فلولا أن الله على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية إن معنى استوى إستولى وملك وقهر وأنه تعالى في كل مكان وجحدوا أن يكون على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في الإستواء إلى القدرة فلو كان كما قالوا كان لا فرق بين العرش وبين الأرض السابعة لأنه قادر على كل شيء والأرض شيء فالله قادر عليها وعلى الحشوش ، وكذا لو كان مستويـًا على العرش بمعنى الإستيلاء لجاز أن يقال هو مستو على الأشياء كلها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول إن الله مستو على الأخلية والحشوش فبطل أن يكون الإستواء الإستيلاء "


١٣٠- وقال في كتاب" إختلاف المضلين ومقالات الإسلاميين ": وأنه على العرش كما قال : ( الرحمن على العرش استوى ) ولا نتقدم بين يدي الله بالقول بل نقول استوى بلا كيف "


١٣١- وقال البيهقى - رحمه الله - :(**)

وفيما كتبنا من الآيات دلالة على إبطال قول من زعم من الجهمية أن الله سبحانه وتعالى بذاته في كل مكان ، وقوله عز وجل ( وهو معكم أين ما كنتم ) ، إنما أراد به بعلمه لا بذاته "


١٣٢- وقال أبو نعيم الأصبهاني - رحمه الله - :

وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل ، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم ، وهو مستوٍ على عرشه في سمائه من دون أرضه "


١٣٣- وقال أبو نعيم الأصبهاني أيضـًا - رحمه الله -:

وأجمعوا أن الله فوق سماواته وأنه عال على عرشه ، مستو عليه ، لا مستول كما تقول الجهمية "

 ______________________________


(*)الرد على شبهة أشاعرة هذا الزمان، وبعض المتأخرين من متعصبة الأشاعرة، أن كتاب " الإبانة " لأبي الحسن الأشعري منسوب إليه ولا يصح نسبته لأبي الحسن، وأن بعض الحنابلة هم من وضعوا هذا الكتاب عليه.


نقول وبالله التوفيق :

كتاب الإبانة ثابت، وصحت نسبته لأبي الحسن الأشعري،

وهو آخر ما كتبه الأشعري في حياته،

والأشاعرة أنفسهم أقرّوا بصحة نسبة الكتاب لأبي الحسن الأشعري، أمثال: البيهقي وابن عساكر وغيرهما ، ونسبوا الكتاب له


قال البيهقي رحمه الله في كتابه "الاعتقاد" : 

" وَقَدْ ذَكَرَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ مَا دَلَّ عَلَى أَنَّ مَا نَتْلُوهُ مِنَ الْقُرْآنِ بِأَلْسِنَتِنَا وَنَسْمَعُهُ بِآذَانِنَا وَنَكْتُبُهُ فِي مَصَاحِفِنَا يُسَمَّى كَلَامَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَلَّمَ بِهِ عِبَادَهُ بِأَنْ أَرْسَلَ بِهِ رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَبِمَعْنَاهُ ذَكَرَهُ أَيْضًا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ فِي كِتَابِهِ الْإِبَانَةِ "  

وعلي بن إسماعيل هو أبوالحسن الأشعري


وكذلك ابن عساكر في " تبيين كذب المفتري" وهو من أشد المنافحين عن منهج الأشاعرة:

قال رحمه الله : "وتصانيفه بَين أهل الْعلم مَشْهُورَة مَعْرُوفَة وبالإجادة والإصابة للتحقيق عِنْد الْمُحَقِّقين مَوْصُوفَة وَمن وقف على كِتَابه الْمُسَمّى بالإبانة عرف مَوْضِعه من الْعلم والديانة " 


وقال أيضـًا رحمه الله :

" وَلم يزل كتاب الْإِبَانَة مستصوبـًا عِنْد أهل الدّيانَة وَسمعت الشَّيْخ أَبَا بكر أَحْمد بن مُحَمَّدِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بشار البوشنجي الْمَعْرُوف بالخركردِي الْفَقِيه الزَّاهِد يَحْكِي عَن بعض شُيُوخه أَن الإِمَام أَبَا عُثْمَان إِسْمَاعِيل بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ الصَّابُونِي النَّيْسَابُورِي قَالَ مَا كَانَ يخرج إِلَى مجْلِس درسه إِلَّا وَبِيَدِهِ كتاب الْإِبَانَة لأبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ وَيظْهر الْإِعْجَاب بِهِ وَيَقُول مَاذَا الَّذِي يُنكر على من هَذَا الْكتاب شرح مذْهبه .

فَهَذَا قَول الإِمَام أَبِي عُثْمَانَ وَهُوَ من أَعْيَان أهل الْأَثر بخراسان . " 


وممن أثبت صحة نسبة الكتاب لأبي الحسن الأشعري من أهل السنة: 

شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية

والإمام شمس الدين الذهبي

والإمام المفسر ابن كثير الدمشقي

والإمام ابن القيم

والإمام ابن رجب الحنبلي 

وغيرهم كثير


(** ) تنبيه وتنويه:

 البيهقي وأبونُعَيم والقرطبي وابن عساكر أخف في الدرجة من أشعرية الجويني وأبي حامد الغزّالي وفخر الدين الرازي وابن فورك والباقلاني وغيرهم من متعصبي الأشاعرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق